لا أستطيع أن أصف سعادتى عند حضور عقد قران مسلم وأنا أسمع ولى أمر الزوجة يقول: زوجتك ابنتى فلانة البنت البكر

الأرض,المرأة,صلاح

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
د. يمنى أباظة تكتب:  اختيار شريك الحياة كما جاء فى الإسلام

د. يمنى أباظة تكتب:  اختيار شريك الحياة كما جاء فى الإسلام

لا أستطيع أن أصف سعادتى عند حضور عقد قران مسلم وأنا أسمع ولى أمر الزوجة يقول: "زوجتك ابنتى فلانة"، البنت البكر على كتاب الله وسنة نبيه. لماذا تلك السعادة تغمرنى؟ لأن الإسلام أعلى من شأن شرف المرأة حتى صارت بكارتها علما يحتفل به.  وتعالوا بنا نقف مع سنة النبى فى اختيار الزوج والزوجة وقبل ذلك نستمع إلى قول الحق تبارك وتعالى: " فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ "، وقوله تعالى: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ". 

وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك "، وذات الدين محتشمة أنيقة فى غير ابتذال، رقيقة فى غير خنوع، مرحة فى غير انفتاح، مدبرة فى غير تبذير ولا تقتير، فدينها يجعلها فى الوسط إن رفعت صوتها كانت غير خاضعة فى قولها حتى لا يطمع الذى فى قلبه مرض، وإن مشت اعتدلت فى مشيتها بغير تمايل ولا ضرب فى الأرض، إن سمعت وعت وإن تكلمت صدقت جمالها لزوجها مقصورة على زوجها إن غاب عنها حفظته فى ماله وفى نفسها. ببساطة هى زوجة متدينة تقية تعرف حدود الله فى فعلها وقولها، وكم من جميلات أفسدهن الجمال بعيدا عن الدين، ومن كان معياره فى اختيار الزوجة الجمال وفقط فسيظل ذليلا لذلك الجمال الخاوى من الروح، ومع ذلك فالجمال يزول، ومن كان معياره فى اختيار الزوجة الجمال وفقط، فسيظل ذليلا لذلك الجمال الخاوى من الروح، ومع ذلك فالجمال يزول، ومن كان معياره فى اختيار الزوجة الحسب وفقط فسيظل وضيعا، ومهما قلت فلن أعبر عن سوء الاختيار بأفضل ما نطق به من أوتى جوامع الكلم وخير المعانى، فعن أنسى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِعِزِّهَا لَمْ يَزِدْهُ اللَّهُ إِلَّا ذُلًّا". 

وقال صلى الله عليه وسلم: "  إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "، ويستوقفنى فى حديث الرسول كلمتا: "من ترضون" فالدين هو الدين فى أصله وفروعه، أما الذى يحتاج إلى مراجعة فهو طريقة تدين الرجل، فلربما كان مصليا صائما مزكيا ولأنه فظ غليظ فى تعامله مع الناس وذلك من سوء الخلق، ومن ثم يجب أن يسأل أهل الفتاة إذا تقدم لها من يرغب فى الزواج عن مدخله ومخرجه وصمته ونطقه، وتعامله مع الناس يعرفون مكارم الأخلاق عنده، وربما كانت كلمات بسيطة مفتاحا لقبول الزوج كأن يقال فى حقه "إنه رجل بمعنى الكلمة"، ولكى يكون رجلا يجب أن يكون متدينا ذا خلق فى حدود الشرع وقبول العرف".  يقول تعالى: " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ".  ويقول تعالى: " هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ  "، ولن يتأنى صلاح الذرية إلا بصلاح المنبع الأب والأم ولذا كان أهم شيء فى بناء البيت المسلم حسن الاختيار. 

ولن أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم "، فهذا ما يجب أن نؤمن به ونسير على خطاه دون تطرف أو مغالاة.